الثلاثاء، 3 ديسمبر 2019

الخبر المؤجل


كُنْتُ سَأُخْبِرُكُمْ كَمْن رَوَى السَنَدَ مِنْ حِمْلِ أَثْقَلَ المُقَلْ..
ثُمَّ تَرَدَدْتُ قَلِيْلًا .. بَأَنْ أُخْبِرَ الرَشِيدَ فَقَطْ يَا رَاكِبَ الْجَمَلْ..
وَ أَخْبِرْ الجِيلَ بِأَنَّ   النَشْأَ  حَلَّ الوِصَالَ فَرْدًا فَرْدًا وَ لَمْ يَصِلْ ..
وَ أَنَ المُخْتَبِئ وَرَاءَ زَمَنِهِ الجَبَلِي وَارَاهُ الثُرَى وَبَقِيَّ إِسْمُهُ المُبَجَلْ ..
يَا ذَاهِباً إِلَى هُنَا تَوَخَى الْحَذَرْ وَ خُذْ الْشَهَادَةَ قَبْلَ أَنْ تَرْحَلْ ..
وَأُتْرُكْ  لِيْ وَصِيَةً بِأَلْوَانِ الرَايَةِ وَ لِمَنْ فَرْقَتْهُم هاَتِهِ المِلَلُ ..
وَأَخْبِرِ الحَقَ كَيْفَ غَرَقَ الجَبِيْنَ فِيْ غَيَاهِبَ الجَهْلِ المُحَصَلْ ..
وَ البَاسُلُ الأَزَلِيُ عِنْدنَا يَنْشُرُ بِجَدَارِيَتِهِ النُكْرَ لِأرْضٍ دَرْسَتهُ التَمَهُل ..
فَأَقُومُ لِهَذَا مُبَارِزًا ثُمَّ أَنْطَوِي يَا نَفْسُ اهدَئِي فَالنَسْخُ رِثَاءُ لِشَيْء أَسْهَلْ..
سَأَمِيلُ سَأَسْرِقُ الكِتَابَ  مِنْ سُوقِ عُكَاظِ سَأَقُولُ هَذَا فِي المَحْفَلْ ..
عَنْ أَمْرِ أَنْفُثُ فِيهِ أَتَعَوذُ مِنْهُ بِشَكْلِ عَصَبِي  هَذَا مُصَابٌ جَلَلَ ..
تَبَا لَكِ يَا مُخَيْلَتِي لِمَا يَخْدِشُ  خِدْرَ الحَيَاءَ  بِمَاءِ نَجِسِ مُخَلَلْ ..
لِمَا يَتَحَدْثُ المُتَشَدِقُ بِجَدَلِ نَاهِقِ هٌوَ .. أَمْ نَحْنُ قَوْمُ تُبْعُ هُمَّلْ ..
بُنَيَتِي .. العَرَبِيةُ لُكْنَتِي تَخْتَالُ بِحُرِوفِ نَجْدِ تُدَّوِنُ بِالرُوحِ هَذَا السِجِلْ.. 
تَنْمُوا مَعَ الصَلاَةِ تَرْتَاحُ بِالصَلَاةِ  أَغْرِسُ لَهَا قَصَائِدًا وَ أَثرًا فِي المَشْتُلْ ..
عَذْبَةُ هِيَ الصُورُ القَمريةُ عَذْبَةُ هِيَ أَصْوَاتُ الهَمْسِ وَسَطَ خَرِيْرَ الجَدْوَلْ ..
لَكِنْي لَا أُرِيدُ أَنْ أَرْوِي فِي عِبْقِ الأَفَاقِ شَيءُ بَارِدُ لَا يَسْتَحِقُ التّقَولْ ..
كُنْتُ أَتَوَدَدُ وَ أَعْصِرُ نَشْوَى  البَرَاءَةِ مِن أَجْلِ دَافِعِ أَحْيَا بِهِ فَلَمْ يَحْصُلْ ..
لَكِننَي عَرَفْتُ أَنّ لِكُلِ عُمْرِ سَاءَ أَوِ اسْتَوَى الكُلُ سَواءُ فِي الأَجَلْ ..
وَ قُلْتُ لِنَفْسِي بَأَبِي أَنْتَ لَعُمْرِي جُلْتُ وَ كَأَنِي فِي حَيَاتِي لَمْ أَجُل ..
وَ لَمْ يَبْقَى غَيْرَ السَلَامِ يُقَالُ لِمَا لَا يُرَدُ السَلَامُ بَعْدَ أَنْ أَقْفَلْتُ المَحَلْ ..
سَيْرُورَتِي تَقَدَّمِي تَنَّعَمِي وَ قَدِمِي أَجْمَلَ الرُطَبِ لِلطِفِلِ الأَعْزَلْ ..
فَطُولُ الأَمَلِ غَرَّ صَاحِبَ القَصْرِ العَالِي وَظَنَ وَحْدَهُ أَنَّهُ الرَجُلْ ..
الخَبَرُ مُؤَجَلُ .. وَبَعْدَ قَلِيلِ يَأْتِيكَ النَبَأُ لِيَغَرِدَ السَمَوْأَلْ فَلَا تَعْجَلْ ..
كُنْتُ أَتَوَخَى الحَذَرَ لِأجْلِ تَتِمَةِ الخَبَر لِأجْلِ مَبْدأِ سَامِ مُتَأَصِلْ   ..

الاثنين، 21 أكتوبر 2019

التحدث الفاني


 التحدث الفاني 



لَنْ أُطِيـــــلَ التَّحَـــــــدُّثَ مَهْمَــا حَـــــدَث وَ لَــــنْ أَحِيــــــدَ..
بِطَبْعِـــــي وَ طَبِيعَتُــــي وَ غَـــايَـــــةُ نَفْســـــِي الَّتِـــي تُرِيـــــد..
حُرِّيَّتُـــي مَـــلَاَذٌ وَ إِنْ طَوَّقَــــنِي قَــــوْلُ الْعَبْــــدِ الْعَنِيـــدِ..
فِيَا جَبَلِيَّتَي الدَّرْسُ قَاسٍ وَلَسْتَ أَنَا الَّذِي يُعِيد..
عَوَائِــدُنَا عُطُفُ تُدْنُــــوا كَمَا يُحِبُّــــوا إِلَيْنَا الْوَلِيــــد..
لِي بَيْنَ الثَّنَايَا مآرب تَشْحَذُ رَغَدَ الْعَيْشِ السَّعِيد..
كَمَـــا أَنَّهُ فِي بَيْتِــي شَمْسٌ وَ قَمَرٌ وَزَهْـرَةُ الْعَنَاقِيـــد..
وَ أَنَـــا السَّـــــاعِي بِمَـــا أُوتِيــتُ أَجُــــولُ كَــــسَــاعِ الْبَريــــد..
وَسَطَ الْأهْــلِ قَرَّةَ أَعَيْــنٍ تَدْعُــــوَا لِلرَّجُــــلِ الرَّشيــــد..
وَتَّعَـبُ الدنيا يُكِلُّنَــا وَالرِّضَا بِقَـدَرِ اللهِ هُوَ الْمُفِيــد..
رَضِيَنَا بِقَدَرِ اللهِ رَجَاءًا كَيْ نَعِيشَ مثلمَا اللهُ يرِيدُ..
تَدَثَّرَنِي الوَسِيمَةُ رَيْثَمَا أَقَوْلٌ شِعْرَا فِيهِ بَيْتَ الْقَصِيدِ..
فِيـــهِ مَجَــــازٌ لِنَخْـــــوَتِي الْمُنْفَطِـــــرَةُ وَ أَفْعَــــالُ الشَّهِيـــــد..
فَمَــــنْ يُبْــــدِي التَّفَـــــاؤُلَ فِي ذاتـــهِ يَكْسِـــرُ كُلُّ الْقُيُـــــــود..
كَــيْ أَقُولَ لِلنَّائِـــمِ الْمُؤَبَّدِ آيَتَكَ قَوْلٌ بَليغَ بِوَجْهِ بَليـــد..
أَقُولُ هَذَا لِوَلَدِي النَّاسُ مَعَادِن فَاِكْسِرْ جَبَلَ الْجَلِيد..
كَيْ نَسُوقَ الْحُلْمَ وَالْفَضْلَ وَنُسَارِعُ لِلْخَيْرِ بِقَوْلِ سَدِيد..
آتاني قَوْلٌ كَيْ أُجَرِّحَ بِهِ ضَمَائِرَ الْأَنَا وَ أَعْدِمُ بِهِ كُلَّ التَّقَالِيدُ..
هَذَا عَالِمِي يَقْتُلُهُ الْخَجَلُ فَأَعِينِينِي يَا سَيِّدَةَ الْوَعْدِ الْبَعيدِ..
بَعْدَ التَّحَدُّثِ الفَانِي يُقَالُ فِي أَحَادِيثِ النَّفْسِ أَنَا أَيْضًا أُرِيدُ..

السبت، 13 يوليو 2019

 عدت إليك ... 
عُدتُ إليكِ كأني ارتحلتُ و نَفسي و لا يَوماَ ارتاحتْ مِن هَذا الأنين ..
عُدتُ كَأن الدارَ التي أَسْكُنُهَا هي فَلسْطِين هِي القولُ في هَذا الدِين ..
يا أُمِي أنَا الشعرُ العربي أنَا الأصلُ أنَا الفحلُ و دُرَرُ الأثرِ المبين ..
عَائدٌ كمَا عَادَ ذُو النُونِ لا إله إلا أنتَ سُبْحَانك إنِي كنتُ مِن الظَالمين ..
أُقسِّمُ مَا بقىَّ في راحَة يدي و مَا بَقَى إلاَ دولةٌ يتمناها هَذا الجنين ..
عُدتُ مُشتاقا لِحُروفِي لِزَمَنِي لِشَجَنِي لِتُحَفِي لِظِلِي وَهَذَا القَلَمِ المركون ..
أَنتِ يا نصفَ ديني نبعُ فيضٍ فِي روحٍ تُملي عليَا أنَّ الله يحفظُ الطَيبين ..
هلْ من ملجأِ لرجلٍ أوجدَ المُثُلَ و القوافي اليومَ تُرثي هَوانَ المَسَاكِين ..
سَأبقَى أُصلِي كَما بقي الأوفياء صَابرا أُعِينُ الخيرَ أُدلهُ على السَاعين ..
فَبينَمَا جُلتُ في عُقولِ الناس تفقهتُ و أيقنتُ أنَّ الدنيا أَخذتنا معَ الآخذين ..
و بينما كنتُ أسْعفُ الصحبَ اكتشفتُ أنَّ وَعدَ الحقِ بَقي في رَهَطِ الأولين ..
و أنَّ الشِدة لابُدَّ أنْ تَكونَ في هذا القلبِ حتَى ولو عُدْتُ مِن مَقلبي قبلَ حين ..
قَدْ بُعثرتُ و رَثَّ ردائي لكنَّ أمرُ أمير و أمرُ أريام أكبرُ كخلقِ السنين ..
إذًا أنتَ غسلتَ يديكَ منْ ذنبكَ و عدتَ تحكي يَا إنسان يا صنعةَ الطين ..
عُد إلى نفسكَ القديمَة فأجملُ الأماني كُلها قديمة فلا تنحت الألمَ مع القاعدين ..
و قُل للذي يُرثيكَ جَاملنِي فأنَا الهممُ أَحملُها كمَا الغَيمُ تكادُ تنقذُ كل المُعِيدين ..
تمدُ النصحَ في صحفٍ نضاحةٍ فصيحةٍ لأهلِ الباحةِ بمدحِ الروحِ مَعَ الآمِنِين ..
لا بدَ أنْ أعودَ شامخاً أروضُ خيلَ البوادي و أكتبُ شعرًا أقضمُ بهِ القاصمين ..
تَعري أيتها الكلمات و ارتَحلي بلاَ رجعةَ فَقِوامُ الأصيلُ تراثُ تكتبهُ أَيْدي العَالمين ..
و اخرجي أيتها الوساوسُ هذي بلدي و أنا لا يغريني خُروجَ الغثِ مَعَ السمين ..
عدتُ إليك بَاسِمًا و الخيرُ و الشعرُ يَمْلأني راجياً تبوأ مَقَاعِدَ الصِدقَ معَ الصَادِقِين ..
فِإن فَقدتني يَوماً فَبْحَث عَنِي فِي أَقَاصِي الدَرْب أَو أسأل عَني عيونِ الحَارسين ..
وَ لَو بَاعكَ الزَمن بثمن بخسٍ فَأنْت الغالي النفيس أنت وحدك العقد الثمين ..
عُدتُ إليكِ أَحْملُ بهجةَ الدنيا أَرْجُوا النَجاة لِي و لِكلُ مَنْ قالَ مَعِي آمين ..

السبت، 11 مايو 2019

قصيدة : المختلج الموقوف .بقلم السيد : laibi ismail

قصيدة : المختلج الموقوف .بقلم السيد : laibi ismail
موقوف هذا المختلج أمام عتبات الحق ..
وماذا يُقال لقوافل تتعسف بالفعل المشتق ..
سأغيرُ باطلاَ سيغيرُ الله سائر الخلق ..
مودتي كما السفن راكدةٌ في زبد الرفق ..
و تسائلني آهاتِ كموجِ يعبرُ البحرَ بعمق ..
وعيني تُراها عَشقت نُورا كَضوءِ الشفق ..
و يراني الحاسدُ أملأ جعبتي من غيمِ الأفق ..
أيها الراوي لا تبالي فما بين يديك ملحٌ كله ذوق ..
يتمنى المتأملُ في دهرِ الليالي فقطْ أن يستنشق ..
هواء بهِ مطرٌ تبردُ بهِ أطرافَ الرجلِ المحق ..
سأعيدُ البابَ من خلفي مثلما دخلتُ سأغلق ..
أو سأعيدُ التعوذً و أنجي نفسي منْ هذا المأزق ..
جميلٌ صدى الحياةِ لو لازمهُ عطرُ الصدق ..
و ما ينبغي لك أيها الموقوفُ أن تشفق ..
فقد نكلتْ السوالفُ نوايا العهودِ و لم يبق ..
أمامَ حاضركَ لأميرِ أريام كلَّ أضاحي الشوق ..
ينجو المحبُ إن هو بلغَ العنفوانَ وكانَ لهُ السَبقْ ..
ينجو بسمِ الله كلُّ منْ كانَ في كبدهِ نواةُ العِتقْ ..
فدعوني أُرصعُ شمائلي كلهاَ بعطرِ مُنزلٍ كالعبق ..
توقف واترك تراثَ الماضي أتركْ شدة التشدقْ ..
وتعال معي نسعى نعلوا لأن ما في أيدينا ألين و أرق .
معي التاريخ يكتبني لأجل أن أجول بقول أحق ..
كي أكون موقوفا أحقابا فلربما هذا المختلج يستحق ..
بوادر تعاديني و عفو يناديني وما يعتريني إلا الحق ..

الخميس، 14 فبراير 2019

هل من أحد هنا ..
هل يوجد أحد غيري أنا ..
ألست هنا أسمع و أرى..
عيونا أتعبتها أراقها الواقع المتعسف للرؤى ..
كم من الصبر أحتاج يا ترى ..
سأغفل غفلة أخرى ..
كي أصير مدانا لحقبة أخرى ..
وأنام نومة على الأذن اليسرى ..
وأتقن التعافي و التمني و التأني إلى حين المسرة ..
فأين من يلتفت لعمري قد تلاشت هذه العشرة ..
أنا أريد أن يخبرني شخص ما .. إنسان ما ..
أن يحرّضني .. لما هذا الحياء بداخلي يوارى الثرى ..
و دائما تمنعني النعمة أن أواجه بداخلي هذه الثورة ..
في كل مرة أرتاح أجتاح الأرجاء في أرض الوغى ..
مروضا سوابقي باسما رافعا علمي وسط الأسرى ..
ليأتي المرقع القابع عندي ويمزق تحفا زينتها كتبت لها إني أحبك شغفا ..
لماذا يأتي الصباح يا وردة الريم و أجد البردة و العفة و الحسنة تنادي..
لماذا يأتي المساء ويلبس المنزوي رأيه بكذبة الأدب الراقي ها قد أتى ..
لماذا المروءة تبرأت ولما سكتت قال المدان بعنترية العرب أنا لها ..
ها قد انتفت العهود و الشهود و شرط الجزاء لهذه النية كي تتعرى ..
فالسوء لنا والعزاء لنا و لكم كيلين من طيب الجزاء في الحسنى ..
عدت لأقول هل من أحد هنا .. هل يوجد أحد غيري أنا ..
قد أصل لكن لوحدي ..
وكم هو صعب أن أنظر لمن هم خلفي ..
و قد أكون رجلا لقضية صعبة المراس كما كنت فيما مضى ..
لكني أرفض أن أكون ظلا لظلي .. في ظل التواري و التقفي ..
أنا وفقط لا بأس بعد فقط أن تروى المواقف العصية لما جرى ..
لمبادىء ناءت بنفسها ترفض أن تكون فتوى فقهية لا تروى ..
هي مرات تقاس وعبر تداس ..من علقمة النفس و الهوى..
هل تكون العزة للناس و الناكر و السافر الغبي يدعي التقوى ..
تآلفوا و كلوا الأخضر و اليابس .. كلوا فلن تنصفنا عين الرضى ..
تآلفوا صفا صفا فعقلنا تسلق بكل المآس و نذير الحق آت فسنرى ..
كيف تقتل نفس تقيم في عقر دارها في بستانها ثمر لغرس السلوى ..
لا بأس إن كانت الندرة عطف فما عاد بيننا إحساس فالقلب قسى ..
و داخل الجوى يوجد مسكين قد فقط الغالي كل ما يملك في هذه السنة ..
قد تمادينا في ذنب إحتوى الضغينة فلم يعد الحق لنا في لباس السكينة ..
سوى جود الأمانية في ما تبقى .. و الزرع الأخضر حين نما ..
صعب الأمر لما القلب اكتوى .. صعب لما اشتكى ..
صعب أكثر حين صار كل منا يسمع و يرى ..
صعب أكثر حين رضينا فقط بالطمأنينة داخل المشيمة..
بعد ما كنا شغلنا الورى و ملأنا الدنا ..
بشعر صيّرنا اليوم إلى ما صرنا ..
فهل من أحد هنا ..
يخبرني كيف حدث كل هذا ..
يا نفس اسألي الهدى و التقى ..
يا نفس اسألي العفاف و الغنى ..
و انتظري سوف تأتي بعد حين البشرى ..