السبت، 22 أكتوبر 2016

أجلس فوق التلة على الكرسي ..
يروح يجيء ولا يتحرك في جسدي غير عيني ..
تتغير ملامح النهار وتأتي ضوضاء لا أعرف مصدرها الجريء ..
أرى الضباب يعكس البياض في أحداق عيني ..
أرى الشيب قد إحتوى حاجبي وقد إكتملت دورة عمري ..
أرى و قد صرت لا أرى سوى بعض الأجزاء من جسدي ..
أنا و قد أعماني مرور السنين تباعا فيا ليت يزورني في المنام قمري ..
أنا معتاد منذ نعومة صغري على دحر إجرامي ..
فما قولك اليوم يا عيني ..
ما قولك في إنسان كان يبيع الرقة الإحسان ..
كان يبعثر ضباب الشتاء كان لا تحجب طريقه الأغصان ..
كان يحب عفة الرجل و طهارة الإيمان ..
يا وجع الدهر أريني فأنا فوق هذه التلة أرى المضي نحو حضارة الإنسان ..
أرى قوتي تنهار و التعب أغار على جسدي التعبان ..
لست ملزما برضا أحد ولست أبغي اليوم غير رضى الرحمان ..
الآن و قد جرني الحديث صار الكرسي هو العنوان ..
لمن له قلب لمن له بعض من الثبات أنا لا أبالي الآن ..
يا عزيزتي يا قريبتي القلب له نبض و أيضا يوجد في آخر العمر إمتحان ..
كمن جرح الوريد كمن أراد الباطل فالحق أيضا إنطفأ و السبب الخذلان ..
سأجلس تراودني فكرة ما بعدها فكرة إلا أن يأتي الأجل ويروي روح الضمآن ..
يا نفس ماذا بعد الهرم سوى وصلة الإطمئنان ..
سأزور نفسي و اخبرها بأن الشعب تائه مشتت و حيران ..
يريد أيضا أن يجلس و يستريح من الدنيا و من الدوران ..
يريد قلب محق و سماحة من الأهل و الأحبة و الجيران ..