كأن الفكر يعاتبني .. يقول لي متعسفاً يا هذا أنت ماذا تنتظر .. رأيت كما
يرى الناس .. كما يحلو للناس مراقبة الناس .. رأيت أن أقول أنا في انتظار
الحافلة .. كما تحلو لي مفازتي و الغنيمة في رحلة حياتي .. أنتظر الركوب
مبكرا وفي أصل الأمر أنا لم أنهض لأني كنت مسافراً .. أو ربما لن تأتي أصلا
هاته الحافلة .. أنا مثل بقايا الشعب انتظر بشغف أن تترك الحكم هاته
القافلة .. أنتظر حكم الرب و لا أريد الإجابة عن الأسئلة .. لأن الذي يجري
مقدر كما قدر لي أن أنزل من الحافلة .. كما قدر لي أن أعيد
المحاولة .. واجب تحت التحفظ أن أخرج من هذا الفكر سندا أو قصيدة فاشلة
.. و بعدها سيرثيني قلمي أينما كانت المآلة .. أينما وجد الشعر و الزهد و
روح البسالة .. وجدت أن حال الحال محال دوام الحالة .. لذا يا أحبتي قوام
النفس شيء يهمس لك بالمداخلة .. إن كنت على حق فأنت كمن في الحرب السجالة
.. و إن كنت على خطأ فأنت حتما تجري طمعاً في أن تركب الحافلة .. تريد
إستحياءا من الحياة واحة و سكنا و أنثى رائعة متجملة ..تريد عاقبة و عافية
و أنت في قرارة نفسك على عجالة .. تريد يا صاحب الفكر و كل ما في الأمر
إستحالة .. كأن الفكر يساومني فمالي أريد أنا الإستقالة .. لو شئت اغتنم
للمعنى فما بقي شيء يوصف غير آية .. قبل الآن كان هناك جبابرة كان العهد
القديم يصبوا لأجل غاية .. كان و كان فقرأ كتابا أو نورانية أو رواية ..
ستجد النهاية هاوية و مبدأ لكل بداية .. دعهم أيها العاقل دعهم فنحن نقر
للرب بالعافية .. سيكون بين يديك نعم و كما الآثار كما الرونق في المزهرية
.. كما العطر يزكي بالطبيعة النفس البشرية .. كنت قبل الآن أفكر كيف يبدوا
الامر يا أخيً .. كيف تسطيع ولديك أشياء و أشياء لديك الأصل و النية ..
لديك مثل كافة الشعب خزانة و آواني وفي السقف ضوء الثرية .. لديك مال مبعثر
دراهم من عرق الصبح وتعاويذ تمَسي بها العشية .. من باب توخي الحذر ترجني
رجاً انتظار الهدية .. كما انتظرت من قبل يا رب إمرأة ترتب حياتي الفخرية
.. سأنتظر قريباً أميرًا يغير معنى أنا و أنت سوياً .. كم بت أرعى القول و
قولي لن يغني عني يوم الحسرة شيئا .. كأن فكري يريد تثبيت القول وأنا كلي
علم ودراية .. يا شقيقة القلب لطفاً فأنت وحدك الدرب و الغاية ..
